لكل منا صفات في شخصيته يفضل لو تخلص منها، ويظن انها تغطي على صفاته الحميدة وتكاد تخفيها عن عيون الآخرين، فهل يصفونك ـ مثلا ـ بالمتأخرة دائما بدلا من ان يصفوك بالحرص لأنك تراجعين قبل الخروج من المنزل على الغاز والكهرباء وما اذا كان احدهم نسي اشياءه، وهل ينتقدونك لكثرة الانفاق بدلا من ان يشيدوا بكرمك؟
اذن من السهل جدا ان نركز على السلبيات أولا ثم نبحث بعد ذلك عن الايجابيات، وقد ننسى هذه الخطوة تماما، في حين الامر لا يحتاج الا لبعض التوازن ونحن نراجع صفاتنا الشخصية فلا نوبخ أنفسنا ونقلل من قيمة مميزاتنا الشخصية ونتفنن في اساليب تدمر ثقتنا بأنفسنا.
اذن نحن بحاجة إلى أن ننظر الى شخصيتنا بمنظور أشمل، ولكي نسهل عليك هذه المهمة، اجيبي على هذا الاختبار، ثم اتبعي توصيات الخبراء التي قد تقودك نحو حياة جديدة متوازنة.
لن ترضي الجميع
تذكري دائما ان الناس مختلفون، لذا تختلف وجهات نظرهم في الأشياء والاشخاص.
اذن فأنت لست مضطرة إلى تغيير اي صفة من صفاتك الشخصية لمجرد انها لا تعجب احدهم، فحين تسلمت احدى السيدات وظيفتها الجديدة ظنت انها ستندمج مع زملائها بسهولة، ولكنها فوجئت بعد عدة أسابيع بمديرتها تنتقد سلوكها وتصف شخصيتها بأنها شديدة الصخب، واتهمتها بالتودد الزائد للزبائن في حين ان هذه الصفة كانت تعتبر ـ في عملها القديم ـ ميزة من مميزات شخصيتها.
وبدلا من ان تلوم هذه السيدة نفسها بحثت عن عمل آخر في بيئة مبيعات ذات ايقاع أسرع حيث يعتبر أسلوبها في العمل صفة ايجابية.
حافظي على إحساسك بذاتك
تميل معظم النساء الى التقليل من شأن أنفسهن، وغالبا ما تتخذ المرأة من اصغر الانتقادات الموجهة اليها دليلا على صدق رأيها في ذاتها.
فقد تعلمت المرأة على مر التاريخ ان تحدد قدر نفسها في النطاق الذي يراها فيه الآخرون، فإذا واجهت أي رفض لأي جانب من جوانب شخصيتها اعتبرته رفضا لشخصيتها ككل. اي ان المرأة غامرت بتحويل هذا السلوك من المجتمع تجاهها كنبوءة تحدد به ذاتها، فقد تقلق من خجلها وتتهم نفسها بالفشل الاجتماعي، مؤكدة هذا النقد السلبي متجاهلة حقيقة انها ودودة وتكتسب صداقات رائعة بمجرد ان تتعرف على الآخرين.
كوني ايجابية
ولكن ماذا لو علق كثيرون على عنصر من عناصر شخصيتك، هل لا بد حينها من الاعتراف بوجود مشكلة؟
ليس بالضرورة.
خذي وقتا كافيا للتفكير في الأمر، فإذا اعتقدت انهم محقون فاعملي على تحسين هذه الصفة، ولكن لا تتخذيها ذريعة لتكرهي نفسك على ذلك، فمن المفترض ان تتم هذه العملية برفق وليس بطرق ثقتك بنفسك بمطرقة ثقيلة.
وحتى تكوني ايجابية حيال شخصيتك لا ينبغي ان تعملي على تغييرها كليا، بل اعملي فقط على الاحتفال بنقاط القوة وتقبلي نقاط الضعف واطلبي من صديقاتك واقاربك ان يفعلوا المثل.
الاختبار
ما مدى إيجابية شخصيتك؟
1 ـ أنت تنتظرين موعدك في المستشفى مع صديقة جالسة بكل هدوء في حين انك أبعد ما يكون عن الصبر.. فهل:
أ ـ تتنهدين وتشعرين بالنقص لأنك لا تستطيعين الهدوء مثل صديقتك؟
ب ـ تحاولين ألا تستمري في التعبير عن انزعاجك فتذرعين الممر ذهابا وايابا.
ج ـ تعملين على السخرية من الغليان الذي ينتابك ثم تذهبين لشراء مجلة لقضاء الوقت.
2 ـ اذا كان عليك اختيار جملة تشرح الصفة التي تقدرينها أكثر لدى صديقتك المقربة؟
أ ـ انها تحبني وتقدرني.
ب ـ انها تفهمني حقا.
ج ـ انها تستمتع بالحديث معي.
3 ـ عبارات تكتبينها في القائمة التي تضم أفضل صفاتك:
أ ـ ربما صفة أو صفتان في حين انه يمكنك سرد الكثير من الحسنات.
ب ـ أربع أو خمس صفات.
ج ـ عشر أو أكثر.. حسنا فإذا لم تشيدي بنفسك فلن يشيد بك أحد.
4 ـ اذا كان في استطاعتك تغيير أي شيء في شخصيتك فسيكون:
أ ـ معظم الأشياء بل انك ترغبين في عملية زرع شخصية جديدة.. اذا كان ذلك ممكنا.
ب ـ شيئين ولكنك سعيدة عموما بشخصيتك.
ج لا شيء، فمن المؤكد ان لديك بعض العيوب لكنك تعتقدين ان صفاتك الحسنة قد تخفيها
5 ـ نظرتك الى الكتب التي تساعدك على تطوير ذاتك:
أ ـ اذا كنت تظنين حقا ان كتبا ما قد تغير أسلوب تفكيرك عن ذاتك لاشتريت اطنانا منها.
ب ـ كتب ممتعة ولديك بعضها في منزلك.
ج ـ مصدر جيد لهؤلاء الذين يرغبون في تحسين أحد جوانب شخصيتهم.
-6 كنت في عرس تتحدثين الى بعض النساء وفجأة استأذن وابتعدن عنك، ما شعورك حيال ذلك؟
أ رهيب: لا بد انهن مللن من الحديث معك.
ب ـ تعجب: ربما شاهدن امرأة يعرفنها او رغبة في الذهاب الى الحمام.
ج ـ راحة: هناك كثيرات تريدين مقابلتهن والآن اتيحت لك الفرصة.
7 ـ اتيحت لك الفرصة لتعلم مهارة جديدة فماذا يكون رد فعلك الاول (اذا لم يكن المال او الوقت يشكلان حاجزا امامك).
أ- لا يمكن: فأنا متأكدة من أني لن أحسن هذه المهارة وسأشعر بالفشل في نهاية الامر.
ب- سأسأل صديقاتي وقريباتي عن رأيهن واعيد النظر في الامر.
ج- طبعا سأتعلم فإذا لم اغامر لن افوز بشيء.
النتائج
معظم الإجابات أ
تشعرين دائما بنقص في صفاتك الشخصية الايجابية وتحتاجين إلى دعم صورتك الذاتية وثقتك بنفسك. فإذا لم تستطيعي الا ذكر صفتين حميدتين فقط عن نفسك فلن تتمكني من تقديمها الى الآخرين وستبخسين نفسك حقها. فدعك من فكرة لن انجح في عمل كذا وابدئي في التفكير كالتالي 'لا أعرف تماما كيف أفعل ذلك ولكني سأحاول'.
معظم الإجابات ب
أنت تتأرجحين بين الرضا عن ذاتك وبين الغرق من حين إلى آخر في الشك في قدراتك - مثل كثيرين من البشر - انت مدركة لبعض صفاتك الحسنة ويمكنك ان تنجحي اذا ما ذكرك بها احدهم من آن إلى آخر، حتى تحافظي على مشاعرك الايجابية حيال نفسك. فإذا ما امتدحك أحدهم لا تنفي عن نفسك المديح، بل تعلمي أن تقبلي المديح وتتشربيه.
معظم الإجابات ج
تهانينا، يبدو انك تدركين تماما صفاتك الجميلة وتتقبلين ايضا الجانب الآخر من شخصيتك. ربما لم تشعري دائما بهذه المشاعر، ولكنك تربيت ونشأت على ادراك ذاتك وقبولها. وقد يكون ذلك نتيجة كثرة الخبرات التي تعرضت لها على مر السنين، او ربما بفضل والدين واعيين ساعدا في التعرف على نقاط قوة شخصيتك.
اعلمي فقط أن الآخرين قد لا يتمتعون بالثقة بالنفس التي تتمتعين بها فالتمسي لهم العذر