زمان الولادة: يوم الخميس 15 جمادى الآخرة، وقيل: يوم الخميس لتسع خلون من شعبان، سنة 38 للهجرة، قبل وفاة أمير المؤمنين () بسنتين. وقيل: سنة 37، وقيل: سنة 36، فبقي مع جده أمير المؤمنين () أربع سنين ومع عمه الحسن () عشر سنين ومع أبيه عشر سنين. وقيل: مع جده سنتين ومع عمه اثنتي عشرة سنة، ومع أبيه ثلاث عشر سنة(6).
مدة العمر: 57 عاماً.
زمان الشهادة: 25/ محرم/ 95 هـ، وقيل: سنة 94 هـ(7).
مكان الشهادة: المدينة المنورة.
القاتل: هشام بن عبد الملك حيث سمّه بأمر الوليد بن عبد الملك(8).
المدفن: البقيع الغرقد في المدينة المنورة مع عمه الإمام الحسن() (9)، حيث مزاره الآن، وقد هدم الوهابيون هذه البقاع الطاهرة.
الأخلاق الكريمة
وقف على الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) رجل فأسمعه وشتمه، فلم يكلمه، فلما انصرف قال لجلسائه: «قد سمعتم ما قال هذا الرجل، وأنا أحب أن تبلغوا معي إليه حتى تسمعوا ردي عليه».
فقالوا له: نفعل ولقد كنا نحب أن تقول له ونقول.
قال: فأخذ نعليه ومشى وهو يقول: ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس و يحب المحسنين) (10)، فعلمنا أنه لا يقول له شيئاً، فخرج حتى أتى منزل الرجل فصرخ به فقال: «قولوا له هذا علي بن الحسين».
قال: فخرج إلينا متوثباً للشر وهو لا يشك أنه إنما جاءه مكافئاً له على بعض ما كان منه.
فقال له علي بن الحسين (عليهما السلام): «يا أخي إنك كنت قد وقفت عليّ آنفاً فقلت وقلت، فإن كنت قلت ما فيَّ فاستغفر منه، وإن كنت قلت ما ليس فيَّ فغفر لك».فقبّل الرجل بين عينيه وقال: بل قلت فيك ما ليس فيك وأنا أحق به(11).
وورد أيضاً أنه قد انتهى الإمام () ذات يوم إلى قوم يغتابونه، فوقف عليهم فقال: «إن كنتم صادقين فغفر لي، وإن كنتم كاذبين فغفر لكم»(12).
عفو وموعظة
عن الإمام الصادق () قال: «كان بالمدينة رجل بطال يضحك الناس منه، فقال: قد أعياني هذا الرجل أن أضحكه، يعني علي بن الحسين().
قال: فمرّ علي () وخلفه موليان له، فجاء الرجل حتى انتزع رداءه من رقبته ثم مضى، فلم يلتفت إليه علي()، فاتبعوه وأخذوا الرداء منه فجاءوا به فطرحوه عليه، فقال لهم: من هذا؟
فقالوا له: هذا رجل بطّال يضحك أهل المدينة.
فقال: قولوا له: إن لله يوماً يخسر فيه المبطلون»(13).
خدمة الرفقة
عن الإمام الصادق () أنه قال: «كان علي بن الحسين () لا يسافر إلا مع رفقة لا يعرفونه، ويشترط عليهم أن يكون من خدم الرفقة فيما يحتاجون إليه، فسافر مرة مع قوم فرآه رجل فعرفه فقال لهم: أتدرون من هذا؟
قالوا: لا.
قال: هذا علي بن الحسين (عليهما السلام).
فوثبوا فقبلوا يده ورجله وقالوا: يا بن رسول أردت أن تصلينا نار جهنم، لو بدرت منا إليك يد أو لسان، أما كنا قد هلكنا آخر الدهر، فما الذي يحملك على هذا؟
فقال: إني كنت سافرت مرة مع قوم يعرفونني فأعطوني برسول (صلى عليه و آله)
ما لا أستحق، فإني أخاف أن تعطوني مثل ذلك فصار كتمان أمري أحب إليّ»(14).
مع الفقراء
روي: أن الإمام زين العابدين () كان يخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب على ظهره وفيه الصرر من الدنانير والدراهم، وربما حمل على ظهره الطعام أو الحطب حتى يأتي باباً باباً، فيقرعه، ثم يناول من يخرج إليه، وكان يغطي وجهه إذا ناول فقيراً لئلا يعرفه.
فلما توفي () فقدوا ذلك، فعلموا أنه كان علي بن الحسين ().
ولما وُضع () على المغتسل نظروا إلى ظهره وعليه مثل ركب الإبل مما كان يحمل على ظهره إلى منازل الفقراء والمساكين»(15).
وعن الإمام الباقر () انه قال: «لقد كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يعول مائة أهل بيت من فقراء المدينة، وكان يعجبه أن يحضر طعامه اليتامى والأضراء والزمنى والمساكين الذين لا حيلة لهم، وكان يناولهم بيده، ومن كان لهم منهم عيال حمله إلى عياله من طعامه، وكان لا يأكل طعاماً حتى يبدأ فيتصدق بمثله»(16).
الرفق بالحيوان
قال الإمام الباقر (): «لقد حج الإمام زين العابدين () على ناقة له عشرين حجة فما قرعها بسوط، فلما توفت أمر بدفنها لئلا تأكلها السباع»(17).
في عبادته ()
أفلا أكون عبداً شكورا
أتت فاطمة بنت علي بن أبي طالب() إلى جابر بن عبد فقالت له: يا صاحب رسول (صلى عليه و آله)، إن لنا عليكم حقوقاً، ومن حقنا عليكم إذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهاداً أن تذكروه وتدعوه إلى البقيا على نفسه، وهذا علي بن الحسين () بقية أبيه الحسين () قد انخرم أنفه ونقبت جبهته وركبتاه وراحتاه، أذاب نفسه في العبادة.
فأتى جابر إلى بابه واستأذن، فلما دخل عليه وجده في محرابه، قد أنصبته العبادة، فنهض علي () فسأله عن حاله سؤالاً خفياً، أجلسه بجنبه.
ثم أقبل جابر يقول: يا بن رسول ، أما علمت أن خلق الجنة لكم ولمن أحبكم، وخلق النار لمن أبغضكم وعاداكم، فما هذا الجهد الذي كلفته نفسك؟
فقال له علي بن الحسين(): «يا صاحب رسول ، أما علمت أن جدي رسول (صلى عليه و آله) قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فلم يدع الاجتهاد له، وتعبّد هو بأبي وأمي حتى انتفخ الساق وورم القدم، وقيل له: أتفعل هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! قال: أفلا أكون عبداً شكوراً!».
فلما نظر إليه جابر وليس يغني فيه قول، قال: يا بن رسول ، البقيا على نفسك، فإنك من أسرة بهم يستدفع البلاء، وتستكشف اللأواء، وبهم تستمسك السماء.
فقال: «يا جابر، لا أزال على منهاج أبوي مؤتسياً بهما حتى ألقاهما».
فأقبل جابر على من حضر فقال لهم: ما رئي من أولاد الأنبياء مثل علي بن الحسين () إلا يوسف بن يعقوب()، و، لذرية علي بن الحسين أفضل من ذرية يوسف(18).
من يقوى على عبادة علي ()
روي عن الإمام الصادق () أنه قال: «لقد دخل ابنه أبو جعفر () عليه ـ أي على الإمام السجاد () ـ فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد، فرآه قد اصفرّ لونه من السهر، ورمضت عيناه من البكاء، ودبرت جبهته، وانخرم أنفه من السجود، وورمت ساقاه وقدماه من القيام في الصلاة، قال أبو جعفر (): فلم أملك حين رأيته بتلك الحال البكاء، فبكيت رحمة له، وإذا هو يفكر، فالتفت إليّ بعد هنيهة من دخولي وقال:
يا بنيّ، أعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة علي بن أبي طالب () فأعطيته فقرأ فيها شيئاً يسيراً، ثم تركها من يده تضجراً وقال: من يقوى على عبادة علي بن أبي طالب ()»(19).
خوفاً من
وعن أبي عبد الصادق (): «كان علي بن الحسين (عليهما السلام) إذا قام في الصلاة تغير لونه فإذا سجد لم يرفع رأسه حتى يرفض عرقاً»(20).
ألف ركعة
عن الإمام الباقر (): «كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة...
وكان إذا قام في صلاته غشي لونه لونا آخر.
وكان قيامه في صلاته قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل.
كانت أعضاؤه ترتعد من خشية .
وكان يصلي صلاة مودع يرى أنه لا يصلي بعدها أبداً»(21).
سيد الساجدين
عن الإمام الباقر (): «إن أبي علي بن الحسين (عليهما السلام) ما ذكر نعمة عليه إلا سجد.
ولا قرأ آية من كتاب عزوجل فيها سجود إلا سجد.
ولا دفع تعالى عنه سوءً يخشاه أو كيد كايد إلا سجد.
ولا فرغ من صلاة مفروضة إلا سجد.
ولا وفق لإصلاح بين اثنين إلا سجد.
وكان أثر السجود في جميع مواضع سجوده، فسمي السجاد لذلك»(22).
أين زين العابدين؟
عن الإمام الصادق () قال: «قال رسول (صلى عليه و آله): إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين زين العابدين؟ فكأني انظر إلى ولدي علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) يخطر بين الصفوف»(23).
ذو الثفنات
عن الإمام الباقر () انه قال: «لقد كان يسقط منه كل سنة سبع ثفنات من مواضع سجوده؛ لكثرة صلاته وكان يجمعها فلما مات دفنت معه»(24).
وقال الإمام محمد بن علي الباقر (عليهما السلام): «كان لأبي () في موضع سجوده آثار ناتية، وكان يقطعها في السنة مرتين في كل مرة خمس ثفنات فسمي ذا الثفنات لذلك»(25).
بين يدي عزوجل
عن الإمام الباقر (): «لقد صلى ـ علي بن الحسين() ـ ذات يوم، فسقط الرداء عن أحد منكبيه فلم يسوّه حتى فرغ من صلاته، فسأله بعض أصحابه عن ذلك؟
فقال: ويحك أتدري بين يدي من كنت، إن العبد لا تقبل من صلاته إلا ما أقبل عليه منها بقلبه.
عن أبي جعفر() قال: «ولقد سألت عنه ـ الإمام السجاد () ـ مولاة له، فقالت: أطنب أو اختصر؟
فقيل: بل اختصري.
فقالت: ما أتيته بطعام نهاراً، ولا فرشت له فراشاً ليلاً قط»(27).
بين السجاد والخليل (عليهما السلام)
عن الإمام الباقر () قال: «قال علي بن الحسين() مرضت مرضاً شديداً فقال لي أبي (): ما تشتهي؟
فقلت: أشتهي أن أكون ممن لا أقترح على ربي سوى ما يدبره لي.
فقال لي: أحسنت، ضاهيت إبراهيم الخليل () حيث قال له جبرئيل(): هل من حاجة؟ فقال: لا أقترح على ربي بل حسبي ونعم الوكيل»(28).
في صحراء عرفات
عن الإمام الباقر () قال: «نظر علي بن الحسين (عليهما السلام) يوم عرفة إلى قوم يسألون الناس، فقال: ويحكم أغير تسألون في مثل هذا اليوم؟!، إنه ليرجى في مثل هذا اليوم لما في بطون الحبالى أن يكون سعيداً»(29).
الحب في
قال له رجل: إني لأحبك في حباً شديداً، فنكس () رأسه ثم قال: «م إني أعوذ بك أن أحب فيك وأنت لي مبغض» ثم قال له: «أحبك للذي تحبني فيه»(30).
مدرسة الدعاء
إن الإمام زين العابدين () كان حاضراً في يوم عاشوراء، وقد شاء عزوجل أن تحفظ ذرية رسوله (صلى عليه و آله) وأن لا تخلو الأرض من الحجة، فأصيب الإمام () بمرض شديد لا يقوى على الحركة والقيام، فلم يتمكن من الدفاع عن أبيه الإمام الحسين () والشهادة في سبيله، إلا أنه كان السر في إحياء واقعة عاشوراء وعدم طمسها.
فقد بدأ الإمام () بعد واقعة عاشوراء بتوعية الأمة، وفضح بني أمية، وذلك عبر مدرسة الدعاء والبكاء.
فالصحيفة السجادية تشتمل على عشرات الأدعية المأثورة عن الإمام علي ابن الحسين () في مختلف المجالات، وهي مدرسة متكاملة توجب وعي الأمة وسوقها إلى الإيمان والفضيلة والتقوى.
للموضوع بقيه...
عظم اجوركم باستشهاد سيد الساجدين وزين العابدين...
منقوووول
نور الولايـــــــــــــــــــه
جنات الورد مهدوي ماسي
عدد الرسائل : 3224 البلد : أحساءُ الحاضرُ والماضِي تاريخ التسجيل : 17/02/2007
موضوع: رد: نبذه عن حياة الاما السجاد سلام الله عليه 03/02/08, 08:19 am
اللـــــــــــهم صلي على محمد وال محمد عظم لي ولكم الاجر باستشهاد امام المتقين وسيد الساجدين
شكرا لك اخيتي على اضافتك تلك القبسات النيرة من هذه السيرة العطره
بوركتي
عبق الجنان مهدوي ماسي
عدد الرسائل : 2611 العمر : 41 تاريخ التسجيل : 08/04/2007
موضوع: رد: نبذه عن حياة الاما السجاد سلام الله عليه 03/02/08, 08:30 am
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن خير عباد كلهم هذا التقي النقي الطاهر العلم
وليس قولك من هذا بضائره العرب تعرف من انكرت والعجم
عظم اجوركم واجورنا بذكرى المسموم المظلوم سيدي وإمامي زين العابدين
تسلمين على طرح الموضوع القيم
يعطيك الف عافيه
مودتي لك....عبق الجنااااان
نور الولايه مراقبه عامه
عدد الرسائل : 2679 تاريخ التسجيل : 21/12/2006
موضوع: رد: نبذه عن حياة الاما السجاد سلام الله عليه 03/02/08, 09:31 am