مظلومية الإمام الحسن المجتبى الحلقه الأولى

بمناسبة شهادة مظلوم آل البيت الحسن المجتبى مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* Alaihsal

احببت ان اقدم لكم هذه الحلقات لتوضيح مظلوميته عليه افضل الصلوات والسلام

المقدمة
كانت نافذة على التاريخ ، فتحها على الطلبة جناب الشيخ قاسم الطائي فاستمتعت بالرؤية واستغرقت في الفكرة وكان قد عرضها بشكل موضوعي ومحاكاة واقعية منطلقة من نظرة عرفية ومعاينة حياتية بعيدة عن آراء المؤلفين وأفكار المدونين ، فكانت بكراً لم تفتـض .
وقد راقني كما راق زملائي طريقة العرض ومناقشات الفكـرة ، وأثار فضولي الموضوع المطروح وقد استحق العرض وحقق بعضاً من الهدف الذي رامه الشيخ ، ألا هو رفـع مظلوميـة مولانا الإمام الحسن ( مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* Alaihsal

) ، فكشف شيئاً من مستور التاريخ عن حياته المباركة بعد شهادة أبيه الإمام علي ( مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* Alaihsal

) ، ورفع الغبار عن نهضته المباركة في صيانة الرسالة المحمدية ، وقد فتح بذلك باباً للباحثين وطمعهم في حادث لم يكن غائباً عن أذهانهم بقدر غيابه عن إرادتهم ومسؤوليتهم .
وقد وجدت من الخير للجميع أن أبارك الخطوة وأدافع عن الفكرة فاستأذنته في تقرير هذه المحاضرات البالغة ست محاضرات فأجازني وشكر لي سعيي وهو المأمول منه دائماً سباقاً للخير في الحوزة وخارجها ، وأرجو أن أوفق في ما كتبته وأن أكون أميناً في ما سطرته معتذراً للمعصوم مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* Alaihsal

عن كل تقصير وزلة . وكلي أمل أن لا يردني ويخيب أملي في القبول رب الأرباب يا من لا يخيّب آمله . وإمامنا الحسن المظلوم ( مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* Alaihsal

) .
واقدم مجهودي هذا إلى كل المخلصين في نصرة الحق وأهلـه .
فكرة البحث
مـن المواضيع الـمهمة التـي يذكرها خطباء المنبــر (( جزاهم مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* 2

مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* 2

خيراً )) والملفتة للنـظر مظلومية الأمام الحسن ( مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* Alaihsal

) وذلك من جهتين :-
1- باعتبار التاريخ ، حيث لم يعطه حقه .
2- باعتبار شيعته ومواليه ، أي باعتبارنا نحن ، لأننا أيضاً في مجالسنا وتعازينا وفي ذكرياتنا لم نعطه u حقه ومستحقه ، لماذا هذا الظلم الذي يتوجه للإمام الحسن ( مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* Alaihsal

) من قبلنـا ؟ فهل بالإمكان رفع هذا الظلم ؟ أم ليس بالإمكان رفع هذا الظلم ؟
إن شدة التركيز على إقامة مجالس التعازي للإمام الحسين (عليه الصلاة والسلام ) إلى درجةٍ كبيرةٍ ومركزةٍ ونافعةٍ وعاليةٍ ومنتجةٍ أمر جيد ، لكن لا يعني ذلك غض النظر على مناسبات غيره من المعصومين ( عليهم الصلاة والسلام ) ، خصوصاً مَن هو مثل الحسين ، ومَن هو أفضل من الإمام الحسين كرسول مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* 2

( صلى

عليه وآله وسلم ) .
ومن الملاحظ في حياتنا وعلاقاتنا مع المعصومين (عليهم السلام ) أننا مقصرون جداً ، مع الإمام الحسن ( مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* Alaihsal

) .
فقد يقال ، إن هنالك فرقاً بين الحوادث الحسنية والحوادث الحسينية ، فخلود ذكرى الإمام الحسين ( مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* Alaihsal

) له عدة مبررات يذكرها الخطباء . بغض النظر عن المبرر الأساسي والرئيسي وهو العلاقة ب مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* 2

سبحانه وتعالى لوضوح أن كل شيء يكون له من الامتداد الزماني بقدر ماله من الارتباط ب مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* 2

سبحانه وتعالى .
وقد ذكرتُ في عدة مناسبات : أنه قد يلتفت أحدُنا إلى إننا لماذا ندرس كتاب الشرائع وكتـاب اللمـعة مع أن كتاب الشرائع عمـره ( 800 سنة ) وكتاب اللمعة عمرهُ ( 500 سنة ) على أقل التقادير ؟ لماذا ندرس هذين الكتابين ؟
أقول ألا توجد كتب أخرى بمستوى هذين الكتابين من حيث المتانة والسبك والعبارة والإحاطة ؟
أقول : توجد لو بحثنا في المكتبات وربما ببيانات أعمق وأحسن وأفضـل .
ولكن لماذا ندرس هذين الكتابين دون غيرها ؟
الجواب واضح ، وهو ربما لدرجة الإخلاص الذي كتب به كتاب الشرائع وكتاب اللمعة ، هذهِ الدرجة عالية ومهمة جداً اقتضت بقاء ذكر هذين الكتابين إلى الآن طريّين هما كتابين نظيرين ولم نشعر أبداً بتقادمهما واندراسهما . فنحن ندرس اللمعة وهو غض طري لازال منتجاً نافعاً ، وأنا شخصياً دَرَستُ ثمانية أجزاء من اللمعة ودُرِّست ما يعادل دورتين ومع هذا أشعر كلما أقرأ اللمعة وكأن شيئاً جديداً ينفتح ليس هو الشيء السابق المركوز في ذهنـي .
فهذا جانب الارتباط ب مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* 2

تعالى ، ونحن لا نشكك بارتباط الإمام الحسن ( مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* Alaihsal

) ب

تعالى كارتباط الإمام الحسين ( مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* Alaihsal

) ، ولا أحد يناقش في هذهِ المقدمة .
والجواب الآخر الذي يذكر لامتداد الذكرى هو شدة مظلومية الإمام الحسين ( مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* Alaihsal

) ، بحيث لا يُتصور أن هناك ظلامة في التاريخ الإنساني أشدَّ من ظلامته ( مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* Alaihsal

) .
وهذا العامل الذي يذكرونه في خلود الذكرى قابل للمناقشة من ناحية اختصاصه بالحسين u باعتبار أننا نقول إن الإمام الحسن (عليه الصلاة والسلام ) أيضاً يكون مظلوماً ، لا أقل بدرجة ظلامة الإمام الحسين ( مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* Alaihsal

) على وجوه سيأتي ذكرها .
علاقة المعصوم ( مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* Alaihsal

) ب

تعالى
لا يخفى ما لعلاقة المعصوم ( مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* Alaihsal

) العالية جداً ب مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* 2

سبحانه وتعالى ، والتي لا نفهمها باعتبارها تمثل نحواً من أنحاء الارتباط به تعالى إلى درجة لا يرون لوجودهم وجوداً ، ولا لرضاهم رضاً إلاّ رضاه سبحانه وتعالـى ، وقد ورد عنهم (عليهم السلام ) ( رضا مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* 2

رضانا أهل البيت )[1]، وأوضح تفسير له أن ما يرضي مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* 2

يرضيهم ولا يكون لهم رضاً في عرض رضاه بل رضاهم في طول رضاه سبحانه وتعالى ، وكأن رضاهم فرع رضاه ، فلا يتقدمهم إلا رضا مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* 2

ولا رضا لهم إلاّ هو .
ولا تختلف علاقة الواحد منهم (عليهم السلام ) عن غيره في هذهِ الضابطة المنطبقة عليهم جميعاً ، إلا أن واقع الحياة العامة التي يعيشها كل منهم تجعل تطبيق هذه الكبرى عليهم مختلفاً تماماً من واحدٍ إلى آخر بحكم الظروف الموضوعية التي لا يمكن تجاوزها والقفز عليها .
فتتعدد مصاديق الرضا بتعدد ظروفه وملابساته ، فقد يختلف ما يرضي مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* 2

تعالى في فترة يطبقها المعصوم عن ما يرضيه في فترة أخرى يطبقها غيره ، وأوضح صور الاختلاف المنظورة عندنا ، اختلاف طريقة التعامل مع الأحداث فيما بين سيِّدَي شباب أَهل الجنة ، حيث سار الإمام الحسن ( مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* Alaihsal

) إلى المسالمة مع خط الرجعية الجاهلية المتمثلة بآل أمية يتزعمهم معاوية بن أبي سفيان ، في حين سار الإمام الحسين ( مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* Alaihsal

) إلى المقاومة والتصدي بكل حزم وقوة ومهما كانت التضحيات في وجه الطاغية يزيد بن معاوية .
فاستعمل الإمـام الـحـسـن ( مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* Alaihsal

) الطـريق السياسي (الدبلوماسـي) كما يستعمل هذا اللفظ ساسة العصر واستعمل الإمام الحسين ( مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* Alaihsal

) الطريق الحربي والمواجهة الصدامية القتالية .
وقد يستشف من بعض الأخبار المنقولة والواصلة أن هذا الدور مما قضى به القضاء الأزلي والحتم الأبدي وإن كان وضوحه على نهضة الإمام الحسين ( مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* Alaihsal

) أكثر من وضوحـه على حركة الإمـام الحسن ( مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* Alaihsal

) ، ويمكن استكشافه من قوله ( مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* Alaihsal

) : (( شاء مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* 2

ُ أن يراني قتيلاً )) 1 ، وعلى ما نقله الطبرسي ( رحمـه مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* 2

) في الاحتجاج عن الإمام الحسن ( مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* Alaihsal

) قوله : (( و مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* 2

لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوني إليه سلماً ، فو مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* 2

لأن اسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير ، أو يَمُن عليَّ فتكون سُبة على بني هاشم إلى آخر الدهر ، ومعاوية لا يزال يمن بها وعقبه على الحي منا والميت ))2.
وبقراءة بسيطة لهذا النص يتضح ما يلي :
أولاً : أنه ( مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* Alaihsal

) لم يقل خير من أن أقاتله فيأسرني ، بل قـال : ( خير من أن يقتلني ) الظاهرة في أن مناجزة معاوية تجعله قتيلاً لا محالة لما تقتضيه المقابلة بين هذهِ الجملة والجملة السابقة عليها ( أن اسالمه ) .
ثانياً : إن مناجزته مع الأسر سوف تجلب العار على بني هاشم . وتكون المنة لبني أمية عليهم ، وفي هذا رمز إلى إذلال الحق عن طريق أهله وانتصار الباطل عن طريق تابعيه ، ومثل هذهِ الفرصـة لا يمكن أن يعطيها الإمام الحسن ( مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* Alaihsal

) ، وبهذا المعنى تعطي عن قريب معنى قول الإمام الحسين مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* Alaihsal

( ولقد خيرني بين اثنتين : بين السلة والذلة ، وهيهات من الذلة يأبى مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* 2

ورسوله لنا ذلك )1 .
(إذن دفع الذلة هدف مشترك بكل منهما بطريقة مخالفة لطريقة الآخر) . ولا معنى له إلا ما تقدم من إعطاء فرصة لاعتلاء الباطل وطريق الشيطان على الحق وطريق الرحمن ، ومثل هذهِ الفرصة لا يمكن أن تُعطى من المعصوم ( مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* Alaihsal

) .
ثالثاً : يقينية النتيجة عند الإمام ( مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* Alaihsal

) ، ولذا صدرها بالقسـم ( ب مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* 2

) تعالى ومثل المعصوم الذي كلامه حجة وكاشف عن الواقع لا يحتاج إثباته إلى القسم إلاّ لشدة إنكار المخاطب سواء من كان في مجلس الخطاب أومن كان خارجه من المعاصرين والغائبين وفي كل الأزمنة ، وبهذا يدافع الإمام ( مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* Alaihsal

) عن نفسه ضد اعتراض المعترضين وإنكار المنكرين عليه سلمه مع معاوية ، وقد بدرت عدة اعتراضات من بعض أفراد جيشه وبعض مواليه كما هو واضح تاريخياً .

------------------------------------------------------

[1] عادل أديب الأئمة الاثنا عشر دراسة تحليلية ص111 .
1 نفس المصدر ص110 .
2 الاحتجاج للطبرسي .
1 منتهى الآمال 1 / 636 .

منقول من صحيفة صوت العراق الإلكتروني

يتبع

تشكري على النبذه المميزه في الامام الحسن المجتبى
يعطيك الف عافيه
جزاك الف خير
مأجورين

تسلمين عزيزتي زهور على النبذه الممتعه...
وعظم اجوركم...
وننتظر البقيه...

نور الولايه

مرور مأجور ان شاء مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* 2

العزيزتين ريحانه ونور

تحياتي

لا عدمتكن

تسلمين ...

دمتــي ...:)

اسعدني مرورك عزيزتي فرفوشه

تحياتي

لا عدمتك

نرفع أحر التعازي لمقام الإمام القائم "عج" و إلى السيدة الزهراء"ع" و لمقام العلماء و الفقهاء و للمسلمين و المسلمات
و لمقامكم الكريم
بمناسبة

استشهاد الإمام الحسن الزكي"ع"

شكرا لكـ

مأجوره ان شاء مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى* 2

غاليتي جنات

تحياتي

لا عدمتك

» مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه
» من هو الإمام الصادق
» Farfosha تعانق الألفية الأولى .. ^^
» مظلومية الامام الحسن / الحلقة الثانية
» مظلومية الامام الحسن / الحلقة الثالثة