مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه

ترجيح لفظ السلم على لفظ الصلح
وإذا لم يرد لفظ الصلح من كلام الإمام ( مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه Alaihsal

) أمكن أن نختار لفظ السلم . لا الصلح ولا الهدنة ـ من خلال التسمية التي انطلقت من ألفاظ استعملها المعصوم ( مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه Alaihsal

) وهي أدعى للدلالة على الفعل والإشارة إليه ، لأن الفعل فعل المعصوم وهو أدرى بما يعبر عنه باللفظ فهو يعبر عما في نفسه بألفاظ لا تخرج عن واقعها ومضمونها وما تنطوي عليه من معاني ، ولا يحق التعبير إلا بلفظ أستعمل من قبل متكلمه وكلامه ( مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه Alaihsal

) لا يخرج عن إصابة الحقيقة وصراط الحق . وكان حجة يُتعبد به إن ثبت صدوره . هذا أولاً .

ثانياً : إن معاني السلم ومنها المصالحة والسلامة من الآفة والعيب والبراءة منه : كلها معاني صحيحة ومطلوبة ، حيث سلم المؤمنون من خُلَّص شيعة الإمام وأبيه ( عليهما السلام ) من الآفة آفة القتل والتشريد والتنكيل وكان معاوية يهاب الإمام الحسن ( مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه Alaihsal

) فلم يتمادى فيها إلا بعد وفاته ، ولذا كان الناس آمنين إلى حدٍ ما أيام حياته الشريفة ( مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه Alaihsal

) .
وكذا معنى البراءة ، وله أحدُ تفسيرين إما براءة الإسلام من أمثال معاوية وازلامه فهم ليسوا من رجال الإسلام وأهله ولا من المتصفين به وهو معنى صحيح ، يؤكده النقل التاريخي ، وتاريخ الرجل أوضـح شاهـد عليـه ، فهو ممن حارب مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه 2

ورسولَهُ وأهل بيته علناً وجهاراً ، وصـرح بكفره تصريحاً بقوله (( إني و مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه 2

ما قاتلتـكم لتصلوا ولا لتـصوموا ولا لتـزكوا ، ولـكن قاتلتكم لأتآمر عليـكم )) 1
وأما براءة الإمام الحسن ( مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه Alaihsal

) مما فعل معاوية لينسب إليه فعله أو يُنتقد بسببه حيث سلم له إمرة المسلمين كما يدعى . وقد عرفت إنه لم يسلم له الإمرة . وإنما تخلى عن الأمر خاصـة ، ولو ترى إنه سلمها لكن بشروط لم يفِ معاوية بها ، وإذا انتفت الشروط انتفى المشروط ، فبراءته ( مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه Alaihsal

) واضحة .

ثالثاً : إن المعصوم قوله حجة ومن ضروريات المذهب ، وحجية قوله إنه لا يخطئ الحق لو اتبعناه ، ولا يخالف الواقع لو قبلناه ، وهو حجة مطلقاً لا في خصوص الأحكام الشرعية كما ربما يتوهم ، بدليل عدليته للقرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
ولقد استعمل الإمام الحسن ( مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه Alaihsal

) لفظ السلم بمـــادة ( سَالَم ) مرتين : الأولى بعد أن تمت لمعاوية البيعة وطلب من الإمام الحسن ( مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه Alaihsal

) التماساً أن يتكلم بجمع من الناس في الكوفة ، فكان كلامه ( مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه Alaihsal

) : (( وإن معاوية نازعني حقاً هو لي دونه ، فنظرت لصلاح الأُمة وقطع الفتنة وقد كنتم بايعتموني على أن تسالموا من سالمت وتحاربوا من حاربت ، فرأيت أن أسالم معاوية وأضع الحرب بيني وبينه وقد بايعته ورأيت أنّ حقن الدماء خيرٌ من سفكها ولم أرد بذلك إلاّ صلحكم وبقاءكم وإن أدري لعلّه فتنة لكم ومتاع إلى حين ))[1].
والأخرى ما تضمنه كتاب الصلح الذي كتبه عبد مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه 2

بن الحـارث ، كما هو واضح في النقطة الخامسة : ـ الفقرة السابقة.

وقد يقال : إنه على تقدير استعمال لفظ الصلح فهو يَستبطِن إصلاح الطرف الآخر وهو ممن لا يقبل الإصلاح على نحو يكون فيه أي أمل ، كيف وهو من الشجرة الملعونة في القرآن ؟
الجواب على ذلك من جهتين على الأقل :

الجهة الأولى :
إن المتكلم له الخيار في استعمال الألفاظ الدالة على مقاصده ، وهو حرٌ فيما يستعمل من ألفاظ ، وقد علمت إن لفظ الصلح غير مستعمل من الإمام ( مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه Alaihsal

) ، بل من الكُتّاب ونقلة الأخبار والمؤلفين ، أو من الوضاعيين للأخبار المبررة لأعمال بني أميـة .

الجهة الثانية :
أن يُسلم استعماله من الإمام ( مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه Alaihsal

) بعد التسليم بصحة الرواية ، والتي قال فيها ( مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه Alaihsal

) : (( إن حقن الدماء خيرٌ من سفكها ولم أرد بذلك إلا صلحكم وبقاءكم وإن ادري لعلّه فتنة لكم ومتاع إلى حين )) .
فالإصلاح متحقق لأصحاب الإمام ( مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه Alaihsal

) ، أو إرادته لهم خاصة لا للطرف الآخر بما فيهم معاوية ، بل حتى له كما يرشد إليه الأدب القرآني مـن قـوله تـعالى] لم تعظون قوماً مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه 2

مهلكهم أو معذبهم … قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون[ 1، ومَن أولى من المعصوم في تطبيق القرآن وآدابه وإرشاداته مع إنه القرآن الناطق حقيقة .
وأما كونه من الشجرة الملعونة وإن كان صحيحاً لكنه لا ينافي محاولة إصلاحه وإرجاعه عن غيه وفساده لا أقل من جهة الاعتذار إلى مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه 2

تعالى بقيامه بوظيفته وإنه حجة مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه 2

على خلقه ومنهم معاوية طبعـاً .
وهنا يُطرح إشكال آخر وهو :
إن الإمام الحسن ( مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه Alaihsal

) بايع لمعاوية بالخلافة لا كما قلتَ ، يشهد له بل يدل عليه قوله ( مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه Alaihsal

) : ما منا أحدٌ إلا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلا القائـم ( عجل مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه 2

فرجه الشريف ) ؟
والجواب عليه من وجوه :
الوجه الأول :
إنه معارض بما قاله الإمام الحسن ( مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه Alaihsal

) حينما أراد معاوية إجبار الإمام الحسين ( مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه Alaihsal

) على البيعة ، فقال له ( مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه Alaihsal

) : (( دعه فإنّه لن يبايع حتى يُقتل ولن يُقتل حتى يُقتل معه كل أهل بيته ولن يُقتل أهل بيته حتى يقتلوا أهل الشــام )) 1 . فالإمام الحسين ( مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه Alaihsal

) ممن في عنقه بيعة بمقتضى الخبر الأول ولن يبايع بمقتضى الخبر الثاني فهما متعارضان من هذهِ الجهة .
الوجه الثاني :
ما قالـه بعضُ المفكرين المعاصرين عن بيعة أمير المؤمنين ( مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه Alaihsal

) للخلفاء الثلاثة ، إنها إن ثبتت فمدلول البيعة سياسي واقعي أكثر منه إثباتاً شرعياً ، أي إن الإمام علي ( مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه Alaihsal

) لم يسلم إطلاقاً بشرعية ما جرى ، ويؤيده ما سمعته من السيد الأستاذ ( قده ) في بعض محاضراته ، إنه لم تثبت بيعة لمعصوم لخليفة زمانه .
ويؤيده كذلك إن المعصومين (عليهم السلام ) ليسوا من الناس العاديين ، بل من المهمين جداً عند المسلمين وموقعهم الاجتماعي والديني والأخلاقي كبير جداً إلى درجة تجعل محاولة أخذ البيعة منه للخليفة مجازفة واضحة قد تؤدي إلى زعزعة استقرار الدولة وتقويض الخلافة ، فكان التحاشي عنهم في أخذ البيعة منهم أمر يتطلبه الواقع السياسـي ، مع أنهم (عليهم السلام ) لم يظهر منهم علناً معارضة الحكم آنذاك بقدر ما كان يهمهم المحافظة على تعاليم السماء من الانحراف وتضييع تعاليمها وقيمها وصيانة مبادئها ، وهو أمرٌ غالباً ما يقع من معتلي الخلافة الجديد أن لا يحدث شيئاً يشق عليه عصا الطاعة ، كمحاولة اخذ البيعة من الإمام المعصوم ( مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه Alaihsal

) .
ومن المؤيدات أيضاً ـ دعمهم وتشجيعهم للمعارضة القائمة خصوصاً على الأخذ بثأر آل الرسول ( صلى مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه 2

عليه وآله وسلم ) ، وإن لم يكن بشكل ظاهر مكشوف بل باطن مستور ولو كان الإمام قد بايع الخليفة ، فعليه الالتزام ببنود البيعة وشروطها ومن أولى منه بذلك مع التشديـد القـرآني علـى الوفاء بالعهـد ؟] إن العهد كان مسؤولاً [1 : بل لا يعقل مبايعة الإمام المعصوم للخليفة ولم يصدر منهم إلا ما يغضب مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه 2

ورسولَهُ ، ونبذ كتاب مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه 2

وسنة رسوله ، إلا مظاهر شكلية تتطلبها وظيفة خلافة المسلمين . نعم قد لا يكون من الصحيح إبداء المعارضة وإعلان عدم شرعية الخليفة . والظرف لا يشجع إلا على السكوت مادام الخليفة ساكتاً عنهم .
الوجه الثالث :
إنّه بالإمكان أن نفهم إن في أعناقهم بيعة صحيح من حيث انحسار الحكم عنهم إلى غيرهم ، ولكنهم لم يبايعوا ، لأنه لا دلالة في الحديث الوارد على وقوعها منهم ، وليس فيه أيُّ إشعار بحصولها منهم ، فالبيعة بواقعها موجودة ، ولكن لم تحصل خارجاً منهم ، لأنه ( مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه Alaihsal

) قال : (( ما مِنا أحد إلا وفي عنقه بيعة )) . ففي أعناقهم بيعة صحيح لكن الحديث ساكت عن جهة وقوعها منهم ، ويؤيده قول السيد الأستـــاذ ( قـده ) المتقدم .
ويبقى قول الإمام الحسن ( مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه Alaihsal

) : (( اتركه لن يبايع )) لا يُشكّل ظهوراً قوياً بأن البيعة وقعت منه لمعاوية ، إذ لا مفهوم لجملته المباركة في بيعته له كما ربما يوحيه الجو العام ووقوع الصلح مع معاوية ولا قرينة تدل عليها ، ومع اللا قرينة فلا وجه للمصير إليه .
مع إنه ربما يدعى إن الإمام الحسين ( مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه Alaihsal

) الذي هو ليس الإمام المنصوب وفق التسلسل الطبيعي لإمامة الأئمة (عليهم السلام ) لن يبايع فالإمام المنصوب ( مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه Alaihsal

) للإمامة من باب أولى لن يبايع.
الوجه الرابع :
أن يُطعن بالخبر من حيث السند ، وهو إلى الضعف أقرب ، وتكون الأجوبـة السـابقة بعد التنـزل من هذه الـجهة ، وإلا لم تصح كما هو واضح 1 .

يسلموو...
موضوع جميل...

زهرة البقيع

سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يُبعث حياً,,

سيرة عطرة وقبسات نيرة من حياة الأمام الهمام .. كريم أهل البيت عليهـ السلام ,,

مأجورين ,,
تشكري على الجهد المميز,.,

مأجورين ان شاء مظلومية الإمام الحسن /الحلقه الرابعه 2

عزيزتي زهرة البقيع وجنات الورد

تحياتي

لا عدمتكن

يسلموووووووووووووووووا عزيزتي يازهراء عالمجهود الرائع

يعطيك الف عافيه

تحياتيـــ

» مظلومية الإمام الحسن المجتبى *الحلقه الأولى*
» مظلومية الامام الحسن / الحلقة الثالثة
» مظلومية الامام الحسن / الحلقة الثانية
» مظلومية الامام الحسن / الحلقة الخامسة (الأخيره)
» من هو الإمام الصادق