9 ربيع الاولى ... يوم فرحة الزهراءعليها السلام و تتويج الإمام المهدي
إن مسألة الولاية مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بمسألة البراءة. فلا يكفي أن نوالي ونتولى فإن هذا الجانب الذي يعني إتباع أهل البيت عليهم السلام لا بد أن يرتبط بجانب التبري من أعدائهم، وإن موالاتهم موالاة لله ورسوله ومعادتهم معاداة لله ورسوله صلى
عليه وآله.
والنبي صلى
عليه وآله قال يوم غدير خم حين نصب أمير المؤمنين
مولى علينا،
م والِ من والاه وعادِ من عاداه.
إذن هذان شرطان لا بد من الإلتزام بهما. ومسألة التولي والتبري مسألة طبيعية عامة ممن يميل إلى أحد فمن المحتم أنه سينفر من أعداء من يميل إليهم. ويقول
سبحانه وتعالى:(أن اعبدوا
واجتنبوا الطاغوت).
إن أعداء أهل البيت عليهم السلام معروفون حق المعرفة لا يجهلهم إلا الجاهل المغفل أو المنافق المرائي. وقد قال الإمام الرضا
:(كمال الدين ولايتنا والبراءة من عدونا) (البحار ج27).
ومن ضمن ما نظهر به موالاتنا لأهل البيت عليهم السلام أن نحزن لحزنهم ونفرح لفرحهم، وربما أنهم صلوات
عليهم لم يلاقوا فرحاً يوماً ما حيث إنهم لم يكونوا يوماً من طلاب الدنيا وإن غضبوا غضبوا لله وإن رضوا رضوا لله (رضي
عنهم ورضوا عنه) وإن فرحوا ففرحهم لله وإن حزنوا فحزنهم لله.
لذا فإن أمهم الزهراء عليها السلام لم تر الفرح العاطفي والفعلي التقليدي يوماً ما وقد لاقت ما لاقت من أعداء
مما سبب لها الحزن والأسى والألم فقد كانت أيام وجود أبيها صلى
عليه وآله تشاطره وتشاطر أمير المؤمنين
الهموم والآلام بسبب ما يعانيه من دور المجتمع الذي كان وما يزال يرتدي جلباب الجاهلية والتخلف وظلم النفس وظلم الآخرين. حتى رحل أبوها صلى
عليه وآله إلى الرفيق الأعلى، مفارقها ومخبرها بأنها أول من سيلحق به من أهل بيته عليهم السلام. فلاقت ما لاقت من أعداء
وأعداء رسوله صلى
عليه وآله واغتصبت حقوقها، حتى قالت لمن إغتصبها حقها (و
لأدعونّ عليك في كل صلوات أصليها) (بصائر الدرجات).
ورحلت الزهراء عليها السلام وظلت نار العداء لها ولأهل بيتها عليهم السلام متقدة من قبل الأعداء لا تخمد أبداً.
وبما أنها من الأحياء الذين لم يكونوا أمواتاً فإنها ترى وتسمع ما يجري على أمير المؤمنين
وأولاده. وبما أن حقها قد غصب وأحرقت باب دارها وأسقط جنينها واقتيد ابن عمها ليبايع أئمة الضلال المتجاوزين على حقوق
ورسوله صلى
عليه وآله. وقد صنع بها ذلك من خالف أوامر
ورسوله صلى
عليه وآله. أما حق لها أن تفرح يوم يفارق هذا الدنيا؟ ويذهب إلى الدار الآخرة ليتلقى جزاءه بما عمل ويواجه
ورسوله صلى
عليه وآله وينال نصيبه من العذاب بسوء صنيعه وقد كان ذلك يوم التاسع من ربيع الأول. ذلك اليوم الذي أخبر به رسول
صلى
عليه وآله قبل رحيله، إذ يروي حذيفة بن اليمان: إنه دخل على رسول
صلى
عليه وآله في مثل هذا اليوم وهو التاسع من ربيع الأول، وإذا به مع ولديه الحسن والحسين عليهما السلام يأكلون ويبتسم في وجهيهما ويقول لهما: كلا هنيئاً لكما ببركة هذا اليوم. كلا فإنه اليوم الذي يهلك
فيه عدوه وعدو جدكما ويستجيب فيه دعاء أمكما، فإنه اليوم الذي يصدق فيه قول
:(فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا)(النمل). كلا فإنه اليوم الذي يكسر فيه شوكة مبغض جدكما… إلى آخر كلامه.
قال حذيفة: فقلت يا رسول
وفي أمتك وأصحابك من ينتهك هذه الحرمة؟ قال رسول
صلى
عليه وآله:نعم يا حذيفة جبت من المنافقين يترأس عليهم ويستعمل في أمتي الرياء.
وإن الأخبار في مثل هذا اليوم كثيرة جداً.
وبما أن الزهراء عليها السلام تحيا حياة الشهداء وتشهد ما يدور فإنها حتماً تعاصر الأحداث وكان من أشدها ألماً وحزناً وعظمة هو قتل أبي عبد
الحسين
فكانت طعنة لا شفاء لها إلا بأخذ الثار والقصاص من القتلة المارقين الناكثين.
وإن هذا الحدث قد أشعل النار في قلوب المؤمنين، فكيف بقلب سيدة نساء العالمين أم الحسن والحسين عليهم السلام، فقد أجج في قلبها ناراً لا تطفئ حتى يأخذ بثأره، ومن المعروف أن لا يأخذ بثأره إلا الحجة المنتظر عجل
فرجه الشريف. وبما أن الزهراء عليها السلام تنتظر من يأخذ بثأر ولدها فلا بد لها أن تسر بل يغمرها الفرح والسرور يوم ينصب الإمام الحجة بن الحسن عجل
فرجه الشريف في اليوم التاسع من ربيع الأول.
فلا بد للزهراء عليها السلام أن يسر قلبها في مثل هذا اليوم وفرحة الزهراء فرحتنا.
وفي اليوم التاسع من ربيع الأول 260 هـ تمَّ تتويج الإمام المهدي (
) ، بعد شهادة أبيه الإمام العسكري (
) ، وسيملأ (
) الأرضَ قسطاً وعدلاً كما مُلِئَتْ ظُلماً وجَوراً .
فـ اليوم .. فرحة الزهراء .. تتويج الإمام الحجه .. وفاة عمر لعنة
عليه
افرحوااااااا اليوم عيد