:789:
في الوقت الذي يصل فيه التوتر إلى أوجه بين الفلسطينيين سكان الخليل وبين المستوطنين اليهود المتطرفين، الذين أقاموا حيا استفزازيا في قلب المدينة ونشروا جوا من الفزع في صفوفهم، كسرت طفلة يهودية في الثالثة من عمرها كل الحواجز وخرقت "المحظور"
ودخلت الى المنطقة الغربية حيث يعيش الفلسطينيون من دون أن يشعر بها أهلها وراحت تلعب سوية مع الأطفال الفلسطينيين في ساحة أحد البيوت القريبة.
وبعد ساعتين من غياب الطفلة اليهودية افتقدها أهلها، وراحوا يفتشون عنها في الحي الاستيطاني اليهودي. ولما يئسوا من العثور عليها توجهوا الى الشرطة الإسرائيلية في المدينة طالبين مساعدتها، وقد خشوا من خطر أن تكون قد اختطفت بأيدي العرب، لكنهم لم يفصحوا عن مخاوفهم كونهم يعرفون أن الفلسطينيين لا يمكن أن يقدموا على جريمة كهذه.
بالمقابل، أنهى الأطفال الفلسطينيون لعبهم معها وانفضوا كل الى بيته وأهله، فبقيت الطفلة اليهودية وحيدة في الساحة. فتقدم منها أحد المواطنين يسألها عن أهلها، لكنها لم تنبس ببنت شفة. فأخذها الى المسجد حيث راح الإمام يبلغ المواطنين ان طفلة صغيرة ضائعة موجودة في المسجد، داعيا أهلها أن يحضروا لأخذها.
ولما لم يستجب أحد للنداء، أخذوها الى مركز الشرطة الفلسطينية في المدينة. وهناك تسلمها العقيد محمد رحال، قائد المركز، وحاول استدراجها.
فلم ينجح، فساورته الشكوك بأنها يهودية. وفي هذه اللحظة، اتصل به ضابط الارتباط الاسرائيلي يبلغه عن فقدان طفلة يهودية. فبشره بأنها موجودة لديه سليمة ومعافاة.
وخلال دقائق سلمها لذويها ، وقد راح والداها يبكيان تأثرا مما جرى لهم، وتقدموا من القائد الفلسطيني وأهل الخليل العرب بالشكر، لتكون أول مرة ينطقون فيها بكلمة خير تجاه الفلسطينيين.
:159:
من موقع وعد ودعم المقاومة الإسلامية
تحياتي