حقوق البشر قبل حقوق الحجر
لاشيء أجمل من أن تتنفس المجتمعات حقيقتها مع وهج شمس كل صباح وتتعامل مع جوانب القصور داخل نسيجها بجدية تامة ولاشيء أروع من أن تكون الكلمة الصادقة هي بلسم يتيح للمجتمعات العيش وسط منظومة مدنية متحضرة ومنضبطة بعيدا عن شخصنة مواضع الألم والتي تعيق كشف الوجه الحقيقي لصور سلبية يرزح تحتها وطني العظيم المملكة العربية السعودية ..
بالنسبة لي لايهمني سباق وزارة التربية والتعليم لإحلال مباني حكومية ذات مواصفات بدائية يتم تكميل نواقصها بـ (القطية) بل يهمني أن يتم النظر لحقوق المعلم ماديا ومعنويا ومساواة الجميع تحت نظام واحد بدلا من أسلوب (حظكم دمار) للبعض وبدلا من تخريج ملايين من الطلاب والطالبات لايعرفون كيف يواجهون الحياة بعد أن عبئتهم مناهج (شد حيلك واحفظ) وجعلتهم أسرى نظام تدريس فاشل ومناهج من الورق ..!!
كما أنني لست متحمسا لعبارات التهليل والتبريكات عند افتتاح مستشفى هنا أو هناك مادامت صروحنا الطبية (خارج الرياض) ميادين لتعليم بني بنجلاديش من خريجي الطب المزور وأسوار المستشفيات تقف عاجزة عن استقبال من ابتلاهم
بالمرض فعبارة ( لايوجد سرير) بالانتظار مع تلويحة بسيطة بعبارة (دبّر عمرك) ..!!
نعم لا أتحمس وأنا أرى هناك نساء سعوديات يلدن في ممرات المستشفيات أو يتم شق بطونهن دون فحص دقيق أو أشاهد كوادر طبية سعودية يهربون نحو الكرسي الإداري تاركين مسرح الأمراض لطلاب بنجلاديش وغيرهم ممن ساهمت أطراف سلبية بوجودهم بيننا ولاحول ولاقوة إلا ب
العلي العظيم ..
لايعنيني مطلقا اتجاه وزارة الخدمة المدنية لبناء مرافق حكومية لفروعها في المناطق فالموظف السعودي يريد أن يعمل ويأخذ مقابل عمله ما يستحق بدلا من (المرمطة) بين مناطق المملكة من أجل فرق مادي قد لايتعدى (200 ريال) أو يتم اغتيال طموحه بسبب عنصرية بغيضة أو مزاجية ملموسة ليتم ترقية من لايستحق عملا بـ ( أعلى ما بخيلك اركبه) وياويلك أن اشتكيت ..!!
أتعجب كثيرا من الاتجاه نحو بناء كليات للبنات على اعتبار أن مصيرهن بعد التخرج هو ( تقطيع الكوسة مع الوالدة) وأتعجب أكثر وأنا أرى البطء في استغلال الحجم الهائل من الخريجات نحو تمكين الاستقلالية التامة لبناء منظومات عمل خاصة بالنساء كما هو اتجاه وزارة التربية والتعليم وهذا هو الصح بعينه ..
لا أكترث بخبر مشروع إنشاء طريق هنا أو هناك مادمت أعرف تماما أنه سيكون (قبيح الوجه) بعد أشهر من افتتاحه لتظهر ندبات الترقيع التي يشاهدها الجميع والحفر و ليتحول إلى غول يلتهم لحم البشر عبر الحوادث المميتة ..!!!
لا أرى أي مسبب للفرح عند افتتاح جامعات للبنين ما دام بعض أعضاء هيئة التدريس بتلك الجامعات لايعترفون بحقوق قيادات الوطن المستقبلية ويتعاملون معهم بلغة الطواويس التي تصل للتحدي وافتراس الحقوق (عيني عينك) وسأكون متشائما وأنا أرى مقياس التفوق لدى الجامعات أساسه من يلتهم المذكرة وليس من يفهمها لأن النتيجة مخرجات قيادية جامدة بليدة لاتعرف حتى مكان مفك (العجل)..!!
عمارة الأرض هي أساس فطري إذا لم تتزامن مع عمارة العقول وعمارة البشر تتحول إلى مجرد ركام من الحجارة المتخلفة وحاجتنا اليوم كبيرة لنوازن بين الأمرين حتى تكتمل منظومة حياتنا للأحسن مستغلين كرم ودعم واهتمام قادتنا حفظهم
ورعاهم والدور الكبير على تلك النقلة التاريخية التي أحدثها ملك العدل عبد
بن عبد العزيز المتضمنة جملة القرارات الاخيرة بتغيير الكثير من الحقائب الوزارية وعددا من القرارات التطويرية في المرافق الاخرى..
دمتم بألف خير وصحة وعافية ..
قبل الطبع :
المهزوم إذا ابتسم , افقد المنتصر لذة الفوز
سلطان إبراهيم المهوس