17/04/2007 تحقيق: كاتيا عباس
لا نستطيع أن ننكر أننا نعيش في مجتمع رجولي، حيث يحق للرجل ما لا يحق لغيره. وتتباين وجهات النظر حول هذا الموضوع، فهناك من يعتقد أن الفرق البيولوجي بين المرأة والرجل سبب هذه الهوة بين الجنسين، ومنهم من يرى ان هذا الفرق جاء نتيجة عوامل اجتماعية فرضت بطبيعة الحال السيطرة الرجولية على المجتمع، على الرغم من المحاولات العديدة للتخلص من هذه السيطرة. ولكن شئنا أم أبينا كثيرة هي المواقف التي لا تتساوى فيها المرأة مع الرجل، وتتعامل فيها المرأة على اساس أنها أقل مرتبة من الرجل.
كم من مرة نقول نحن النساء: 'لو كنت رجلا ل فعلت كذا وكذا...'، أمنية من رابع المستحaيلات أن تتحقق، لكن فلنحلم كما نشاء.
لماذا تريدين ان تكوني رجلا؟ وماذا لو كنت رجلا ليوم واحد؟ ماذا ستفعلين؟
طرحنا هذا السؤال على مجموعة من الفتيات، كان لكل منهن طموحها الذكوري الخاص، وجاءت الأجوبة على الشكل التالي:
كانت السعادة واضحة على وجه حميدة الناصر (19 سنة)، عندما طرحنا عليها سؤال: ماذا تفعلين لو كنت رجلا ليوم واحد؟ وقالت بعفوية:
'أعمل العمايل'، وأول ما يخطر على بالي هو الخروج من المنزل من دون أخذ الإذن من أحد، ولا أعود إليه إلا في منتصف الليل، ولو سألني أحد أين كنت وأين أمضيت كل هذا الوقت، لا أبالي ولا أجيب. وأستيقظ متأخرة على دوام عملي. وفي أيام العطل أحضر حقائبي للسفر مع شلة من الشباب إلى شرم الشيخ لقضاء عطلة ما. وأتباهى بعلاقاتي العاطفية.
طبعا هذه الأمنيات جميعها لا يكفيها يوم واحد بل تحتاج إلى شهور، لكني أتمنى ان أحصل على هذه الحرية وانا امرأة.
أما هدى الصباح (20 سنة) فطمعت بشهر وليس بيوم واحد:
أظنني أطمع بشهر وليس بيوم واحد، فالفتاة مقيدة بقيود اجتماعية في المجتمعات العربية على عكس الشاب، لذلك أتمنى ان أكون رجلا للقيام بالتالي: قبل أي شيء آخر سأقوم بجولة في السيارة، وأستمع إلى الأغاني بالصوت العالي، وأغازل الفتيات، وأوزع رقم جوالي، وذلك كي أعرف حقيقة شعور الشباب عندما يتصرفون بهذه الطريقة. وأمضي أوقاتي في السهر مع الشباب ويصبح المنزل فندقا لا أستخدمه إلا من أجل النوم.
الدفاع عن النفس
حلم ندى الأعتر (21 سنة) هو أن تكون شابا لتدافع عن نفسها عندما تتعرض لمواقف تشعرها أنها ضعيفة، وتعطي مثالا من هذه المواقف:
أصبحت المغازلة ظاهرة سلبية في المجتمعات العربية وتجر وراءها العديد من الويلات، إذ غدت تمارس بلغة مبتذلة خاصة تلك التي تخدش الحياء. كثيرا ما اكون في مجمع تجاري او في أي مكان عام وأتعرض للمغازلة التي تضايقني، لكنني لا أستطيع الدفاع عن نفسي. لكن أسوأ مغازلة تحدث عندما أقود سيارتي، فالشباب يلحقون بي حتى باب المنزل.
وتوافقها الرأي نور الهاجري (25 سنة) لكنها تختلف معها حول أسباب الدفاع عن النفس:
نظرة الرجل إلى المرأة في العموم هي نظرة دونية على أنها شخص ثانوي تابع للرجل، وهذا يسبب لها المضايقات في أماكن العمل وبعض الأماكن العامة، لذلك أتمنى ان اكون رجلا لأدافع عن حقوقي وللحصول عليها بالكامل.
الرجال أسرار
من جهة أخرى كان الفضول دافعا قويا لبعض الفتيات لمعرفة أسرار عالم الشباب.
وهذا نفسه ما تمنت أن تكتشفه أسماء عبد المرتضى(20 سنة)، فعالم الشباب ممزوج غموضا وأسرارا:
من جهة شخصية سأكون متشوقة للغاية إلى الدخول في تفاصيل هذا العالم لما يتداخل معه من أسرار خفية. أود أن أكتشف كيف هي نظرة الشاب إلى الفتيات إن كانت من ناحية الصداقة أو الحب، ومتى يحب ومتى يحقد؟
وطبعا سأستفيد من كل ما اكتشفت عندما كنت شابا بعد عودتي إلى طبيعتي الأنثوية.
أما إيمان نصر
(29 سنة) فتتمنى ان تعرف الأسباب الكامنة وراء خوف الفتيات من الرجال:
سأغوص في عالم الرجل لأكتشف الأسباب التي تعزز ثقة الرجل بنفسه، فيصبح الآمر والناهي وصاحب الكلمة الأخيرة والمتحكم بكل ما هو مؤنث في هذه الدنيا. لن أتردد لحظة في أن أعرف أسرار أخي الذي يكبرني بثلاث سنوات، حيث أشعر ان لديه عالمه الخاص، وسأعرف السر وراء ما هو حلال لك وحرام على غيرك.
الشر برا وبعيد!
ومن جهة أخرى تقول منى دحلان (26 سنة)، حول هذا الموضوع:
لم ولن اتمنى ان اكون رجلا حتى لنصف يوم. فضعف المرأة في المجتمعات العربية ما هو إلا نتاج للتربية الخاطئة التي لا تساوي بين الرجل والمرأة. فالقوة التي يزعمها الرجال لا تأتي بالعضلات المفتولة لكنها تأتي في اطارآخر تماما، فهناك عنصران أساسيان من عناصر القوة، أولهما الاستقلال المادي وثانيهما الثقافة والعلم. والمرأة استطاعت أن تصل إلى أعلى المراكز بفضل حكمتها وعقلها ومثابرتها للحصول على حقوقها.
لذلك لا اتمنى ان اكون رجلا لان الأمور أصبحت متساوية بين الطرفين.
ووافقتها في الرأي روان منذر (19 سنة):
اعوذ ب
، لا اتمنى ان اكون رجلا، فعالم الرجال مليء بالكذب والنفاق والتلاعب والخيانة، فالكذب ملح الرجال، أما صفات المرأة فمليئة بالصدق والحب والإخلاص والحنان. فكلاهما عالم متناقض، وانا راضية عما أنا عليه الآن. ويمكن ان اكون اي شيء آخر إلا أن أكون رجلا.
مثال الرجال
فاطمة فهد (18 سنة) ستحاول ان تستغل هذه الفرصة بطريقة ايجابية:
سأكون مثال الشاب الصالح، ملتزما ومستقيما في اعمالي، وأعمل جاهدا من اجل كسب احترام الآخرين. وأهم نقطة اني لن أتلاعب بمشاعر الفتيات وسأكون مخلصا بالدرجة الأولى.
طموح مستتر
من ناحية اخرى هناك بعض الأمور التي ترغب ان تحققها الفتيات لكن تبقى دائما في اطار الأحلام لتقيد الفتيات الشرقيات بضوابط عائلية معينة، وتقول ياسمين راشد (22 سنة):
عانيت كثيرا لأحصل على موافقة الأهل للالتحاق بالجامعة والآن أعاني أكثر وأنا على ثقة بأنني لن احصل على ما أريده هذه المرة، من اجل متابعة دراستي في الخارج على الرغم من انني من المتفوقات في دراستي.
أخي يتابع دراسته في الخارج، اما انا فهذا أمر غير مقبول، ذلك لكوني فتاة (للأسف)، هذا الأمر يثير حفيظة الأهل والعائلة، ويبررون هذه القناعة بأن الفتاة في نهاية المطاف مصيرها زوجها وبيتها، فالدراسة بالنسبة اليهم أمر غير أساسي على الاطلاق.
لذلك أتمنى ان أكون رجلا لكي احقق أبسط طموحاتي.
مقارنة ليست في مصلحة الرجللا يتفوق جسم الرجل على جسم المرأة الا من حيث نمو العضلات. يولد الذكور وفيهم من العيوب البدنية وضعف الأعضاء الجسمانية ما يزيد على ما لدى الاناث منها، فضلا عن ذلك ترى أجسام الذكور أكثر عرضة للخلل، ولا تعمل كيماويا بالكفاءة نفسها التي للأناث.
تبين من اكثر من خمسين بحثا من البحوث النفسية الحديثة ان النساء أقل اتزانا في العاطفة من الرجال. في حين ان حالات الهلع والهستيريا بين الرجال أكثر منها بين النساء، وبالتالي فان شفاء الرجال الذين يعالجون من اضطراب الأعصاب أبطأ منه في حالات النساء.
الفتيات في سن حياتهن الأولى أشد ملاحظة للناس وادراكا لهم من الصبيان، وتنمو هذه الموهبة فيهم كلما تقدمت بهن السن. ويساعدهن على ذلك حاجة الأمهات لفهم اطفالهن. وعليه الرجال أقل بداهة من النساء.
روان منذر
أسماء عبد المرتضى