يا واقفا ًبأطلال ِسامراء ِتلهـفُ ** قـلْ مـا لـدمـع ِمُقلتـيـكَ لا تنـشـفُ
نشـدتـكَ هَــلْ جَــددتَ الـرثــاءَ ** أم فقـدتَ مَـنْ كـانَ علـيـكَ يــرأفُ
أحـقـا ًهَــوتْ مـنـائـرُ الـهــدى ** تـعـانـقُ الـثــرى وهـــيَ تـنــزفُ
أجـابـنـي أيّ و
ِ أمـــا تـعـلـمُ ** بـرزء ِالمنـارة وقـدْ لفهـا الحـتـفُ
سَقوهـا بأسيـافِ آجـال ٍحقـدهـمُ ** كـأنْ عَـادتْ بالرزايـا لـنـا الـطـفُ
تعـالَ نـسـألَ كـربـلاءَ وبـغـدادَ ** مـا لقبـةٍ برابعـةِ النـهـارِ تقـصـفُ
أو أمـــررْ بـنــا نـحــوَ طـيـبـةٍ ** لـعــلَ قــبــورَ الـبـقـيـع ِتــعــرفُ
ألا أيهـا القبـرُ الغريـبُ مقامـه ** ســـلامٌ عـلـيـكَ تـهـديـكَ الـنـجـفُ
بــكَ العـلـمُ والتـقـوى والحـلـمُ ** بـكَ الديـنُ والدنيـا ببـابـكَ عُـكـفُ
بنفسـي ديـارُ
التـي عليهـا ** قــدْ تكالـبـتْ مــن الطـغـاةِ أكـــفُ
هنا الهادي وشبلـهُ العسكـري ** مَـنْ ملائكـةِ الجـبـار بـهـمْ تـحـفُ
ما ضَمتْ أرضٌ تحملُ مثلهم ** هــم أقــدسُ خـلــقُ
ِ وأشـــرفُ
علـيٌ والهـدى والتقـى تابعـهُ ** كما تتبعُ بالمسيـر الألـوفَ الألـفُ
بهـذا يُعـرفُ الـكـرمُ معـدنـهُ ** و
ِ مــا قـــالَ قـــط لـقـائـل ٍ أفُ
هو ابن الهداة ان كنتَ تنكرهُ ** هـو أطهـرُ مـنْ جَـاءتْ بـهِ نطـفُ
بأبي من كانَ بالأمس ِيطـافُ ** فوقَ الأكفِ واليومُ بالخناجر يلـفُ
إليكَ يا ابن الحسن رمـتْ بنـا ** همـوم المنـى والجـور المتعـسـفُ
رحلتَ وخلفتنا يتما ًفما بالـكَ ** لا تأتـي وتنـجـدُ عصـبـة ً تهـتـفُ
لكَ نفوسٌ بالعوالي لو ناديتها ** لجـاءتْ ببيـارق ِالفـجـر ِ تـزحـفُ
قـمْ فمـا يجـدي البكـاءُ نفـعـا ً ** ولا يحمـي عريـنَ الليـث ِ الأسـفُ
لو كانتْ الدموعُ تحـي نفسـا ً ** لأولَّ مـــن بــكــى ذاكَ الـكـهــفُ
وثبَ الزمـانُ عَليكـم فشتتكـم ** فقـلْ للواثبـيـن ِ عـلـى الآل ِكـفـوا
لهـم بأفئـدة ِالقـلـوبُ مـراقـد ٌ ** وجحـافـلٌ مجحفـلـة إليـهـا تهـفـوا
هيجـتَ حزنـي حيـنَ سألتنـي ** وتنـاثـرتْ مِــنْ فـمــي الأحـــرفُ
كأني بصوتٍ بوراء الضريح ** يا قائم الحق لـم لا تغثنـا وتسعـفُ
ابيضتْ العينُ منـا واحمـرتْ ** حـتــى غـــدتْ بـالـدمــاء ِتـتـلــفُ
فمتى نـرى البـرقَ بـكَ هاتفـا ** ولـواءَ النصـر ِالمبـيـن ِ يـرفـرفُ
تصدعَ الجلمـدُ الأصـمُ حُزنـاً ** وبكـتْ بالنحـيـبِ نخـيـلٌ وسُـعـفُ
يا زمزمَ المحابر جـودي دمـا ** فـالــيــومُ مــنـــازلُ
ِ تـنــســفُ
أقامتْ بسامراء تلحفها المنايا ** مزارٌ تباهى بـهِ مـنَ هـوَ منصـفُ
تحياتي
لا عدمتكم